تعرّضت إلى ثلاث طلقات بأماكن مختلفة من جسمها
ولدت الشهيدة نرجس بنت إسماعيل بن فرج نويرة في 10 ماي 1979 واستشهدت في 13 جانفي 2011 بمدنين. زاولت تعليمها الابتدائي بمدرسة 2 مارس 1934 بطبلبة، ثمّ بالمدرسة الثانوية (المدرسة الإعدادية نهج الشهداء حاليا) والتعليم الثانوي بالمعهد الثانوي بطبلبة. وبعد حصولها على شهادة البكالوريا سنة 1998 التحقت بالجامعة التونسية لتتحصل على الشهادة الوطنية للأستاذية في العلوم الفيزيائية. وبعد سنوات من البطالة قبل أن يحالفها الحظ بالنّجاح في "الكاباس" وضعتها الأقدار للعمل بإحدى المؤسسات التربوية بولاية مدنين لتلتحق بإعدادية الفاضل بن عاشور ببني خداش كأستاذة للعلوم الفيزيائية.
مساء يوم 13 جانفي 2011 عندما كانت المربيّة الفاضلة الشهيدة نرجس نويرة متوجهة رفقة زوجها وابنتها ذات الثلاث سنوات وقتئذ إلى مدنين لقضاء بعض الشؤون وسحب بعض الأموال من الموّزع الآلي، صادفتهم عند مدخل مدنين دورية أمنية أمرهم أعوانها بالتوقف مع إطلاق النّار في الهواء تحت وابل من الألفاظ المتوّحشة دون مبرّر. وفعلا امتثل الزوج لأوامر الأعوان فأمروه بالتراجع إلى الوراء وعند محاولة تغيير اتجاه السيّارة لتصبح الشهيدة في مواجهة الأعوان أطلقوا عليها النيران ثانية لتخترق عدّة رصاصات صدر الشهيدة نرجس نويرة التي نزفت على مرأى من الأعوان وزوجها وابنتها وأسلمت الرّوح لتبقى الدّماء وخصلة من شعرها على بلّور السيّارة.
وعلى إثر التشريح الشرعي لتحديد سبب الوفاة بكلّ من مستشفى قابس والمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير تبيّن أنّ الشهيدة تعرّضت إلى ثلاث طلقات في أماكن مختلفة من بدنها وهي حامل في شهرها السادس. وقد ودّعها أحرار مدينة مدنين الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة يوم 14 جانفي 2011، كما أعلن يومها الاتحاد العام التونسي للشغل الاضراب العام بمدنين وقد تدخل الجيش الوطني لتهدئة الأوضاع وحماية المتظاهرين. وقد شيّع جثمانها الطاهر يوم 15 جانفي 2011 المئات من أهالي طبلبة في مشهد مهيب. رحم الله الشهيدة نرجس نويرة وجميع شهداء طبلبة وتونس عامة.
وقد زارت اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق برئاسة الأستاذ توفيق بودربالة خلال شهر أفريل 2011 طبلبة وقامت بالتحقيق في ملابسات استشهاد وتضرر شهداء طبلبة ابان ثورة 14 جانفي 2011، حيث شملت التحقيقات الشهيدة نرجس نويرة. وقد تضمنت القائمة النهائية لشهداء الثورة ومصابيها الشهيدة نرجس نويرة في انتظار نشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية. كما كرّمت الدولة في سنة 2012 أحد أفراد عائلتها بأداء فريضة الحج.
لطفي جمعة (14 جانفي 2021)
الكاتب : لطفي جمعة