مولده ودراسته
ولد المربي شعبان بن حسن نويرة في 12 أوت 1942 بطبلبة في أسرة متواضعة تمتهن صيد السمك أبا عن جد. وكان أيّام دراسته الابتدائية ينزل في أوقات الفراغ صحبة أخيه سالم إلى البحر لعلهم يعثرون على أخطبوط يصطادونه على "القد" كما كانا ينزلان مع الوالد "البحار الصغير" إلى القارب فيعيناه على ربط "الخيوط" أو سحب الشباك من البحر.
التحق المربي شعبان بن حسن نويرة بالمدرسة الابتدائية القرآنية للذكور "الهداية" الكائنة بزاوية "سيدي بن عيسى" عند بلوغه السن السادسة من عمره. وفي جوان 1956 نجح في امتحان الالتحاق بالجامع الأعظم "الشعبة العصرية" وهي شعبة برامجها هي نفس برامج المعاهد والمدارس الثانوية لكنّها تدرّس بلغة عربية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء كما تدرّس اللغات الحيّة كالفرنسية والانقليزية. وفي جوان 1963 تحصل على شهادة انتهاء الدروس الترشيحية، وفي جوان 1964 تحصل على شهادة انتهاء التربص بدار المعلمين بتونس.
التحق المربي شعبان بن حسن نويرة بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بالتوازي مع تدريسه بالمدارس الابتدائية وتحصل على شهادة الإجازة في أصول الدين في جوان 1974.
مسيرته المهنية
التحق المربي شعبان بن حسن نويرة بسلك التربية والتعليم في 1 أكتوبر 1963، فعيّن معلّما بالمدارس الابتدائية بكل من سوسة والنفيضة وتونس، ثمّ مديرا إلى 30 سبتمبر 1974. وإثر حصوله على الاجازة في أصول الدين من كليّة الشريعة وأصول الدين أنتدب أستاذا بالتعليم الثانوي بالمعهد الفنّي فطومة بورقيبة بالمنستير من 1 أكتوبر 1974 إلى 30 سبتمبر 1976، ثمّ تمّت نقلته إلى المدرسة الثانوية بطبلبة من 1 أكتوبر 1976 إلى 30 سبتمبر 1980، وبالمعهد الثانوي بطبلبة بمثل خطته كأستاذ تعليم ثانوي إلى 30 جوان 1982، ثمّ عيّن بإدارة المعهد الثانوي كناظر دراسات من 1 سبتمبر 1982 إلى 1 أكتوبر 1985.
انتقل المربي شعبان بن حسن نويرة مع البعثة التونسية إلى المركز الإسلامي ببروكسيل ببلجيكا من 21 سبتمبر 1985 إلى 11 ديسمبر 1986، ثمّ عين إثر عودته إلى أرض الوطن بالمعهد الثانوي بالبقالطة كأستاذ من 12 ديسمبر 1986 إلى 30 جوان 1991، وأحيل على التقاعد المبكر سنة 1992.
نشاطه الثقافي والبيداغوجي
انخرط المربي شعبان بن حسن نويرة في العمل الجمعياتي منذ ستينات القرن العشرين، فقد تحمّل عضوية الهيئة المديرة لجمعية البعث الثقافي التي تأسست سنة 1954 وتواصل نشاطها الثقافي إلى سنة 1965، ثمّ تحمّل مسؤولية مساعد الرئيس. كما تحمّل عضوية اللجنة الثقافية وأنتخب مساعدا للرئيس. وقد ساهم أيضا في اصدار النشريات المحلية من خلال عضوية هيئة تحريرها في أواخر سبعينات القرن العشرين.
وكانت للمربي شعبان بن حسن نويرة محاولات في الكتابة القصصية حيث نشر محاولة بعنوان "الأرض غير الأرض" بنشرية تحت عنوان "23 جانفي 1952" التي أصدرتها الدائرة الحزبية بطبلبة احتفاء بذكرى معركة 23 جانفي 1952 سنة 1979. وتعالج هذه الأقصوصة الوضع الاجتماعي في تونس قبل الاستقلال وبعده من خلال قصّة إيحائية معبرة عن شعور بطل خيالي قاس اضطهاد المستعمر ثمّ تنعّم بنسيم الحريّة بعد الاستقلال. وقد كانت هيئة تحرير هذه النشرية تضمّ السادة رمضان بن ريانة والهاشمي شبيل والمترجم له شعبان نويرة.
وقد كانت للمربي شعبان بن حسن نويرة مساهمة في اعداد ملفين بيداغوجيين للأستاذ في التربية الإسلامية الأوّل بعنوان " النظام المالي في الإسلام" للسنة الثالثة ثانوي والثاني للسنة السادسة ثانوي من اصدار مركز التوثيق التربوي بسوسة.
انخرط المترجم له في العمل الحزبي وفي صفوف الحزب الاشتراكي الدستوري في ثمانينات القرن العشرين: فأنتخب عضوا في الشعبة الدستورية الترابية ثمّ توّلى رئاسة شعبة حومت السوق.
وقد تعرّض المترجم له المربي شعبان بن حسن نويرة لمضايقات عدّة من طرف السلط المحليّة والجهويّة سنة 1989 وبعدها على اثر مساندته ترشح أخيه سالم نويرة للانتخابات التشريعية التي دارت في 02 أفريل 1989 بقائمة مستقلة ممّا أدّى إلى اعتقاله، كما لقي بعد ذلك صعوبات جمّة في حياته المهنية نتيجة لوشايات من بعض الأطراف على النطاق المحلّي والجهوي.
لطفي جمعة (14 نوفمبر 2021)
الكاتب : لطفي جمعة