ولد المربي المرحوم سالم بن أحمد بن محمد بن الحاج حسن بن تقية في 25 أفريل 1935 بطبلبة وتوفي بها في 17 أكتوبر 2022. بدأ التعليم بمسقط رأسه ودخل الكتّاب وتعلم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية (المكتب) بطبلبة خلال السنة الدراسية 1941-1942 إلى حين نجاحه في مناظرة الدخول إلى التعليم الثانوي مع زملائه في الدراسة وهم: محمد الحبيب بيوض وعلي بيوض وشعبان الشبعان والهاشمي جماعة ومحمد المنصف الجدّي وعبد الرزاق نويرة والهادي بن ياسمينة. كما نجح في مناظرة الالتحاق بالمعهد الصادقي، سنة 1948 وقد نجح في تلك السنة تلميذان فقط وهما سالم تقية ومحمد المنصف الجدّي. والتحق بالمعهد الصادقي بالعاصمة.
عاش المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية طفولة قاسية حيث توفي والده ولم يبلغ السابعة من عمره وبحكم أنّه أكبر إخوته، أصبح فجأة مسؤولًا عن رعايتهم الأمر الذي جعله يشتغل في العطل "كسار الحصى" لمجابهة مصاريف الدراسة وإعانة العائلة.
انخرط المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية في سلك التربية والتعليم فعيّن لتدريس مادة الفرنسية بالمدرسة الابتدائية ب"تلابت" التابعة لمعتمدية فريانة من ولاية القصرين. وفي سنة 1964 انتقل للتدريس بالمدرسة الابتدائية المختلطة بطبلبة (المدرسة الابتدائية شارع بورقيبة). وفي سنة 1967 نقل إلى المدرسة الابتدائية ب"بوسالم" من ولاية جندوبة بخطة مدير (بعد تغيير اسم المدينة من " سوق الخميس" إلى "بوسالم" بمقتضى الأمر عدد 186 لسنة 1966 المؤرخ في 30/04/1966). ثمّ انتقل إلى سوسة ليشغل خطّة مساعد بيداغوجي. وفي سبتمبر 1969 انتقل إلى توزر ليشغل خطّة متفقد بيداغوجي للتعليم الابتدائي. وفي سنة 1974 انتقل إلى المكنين ليشغل خطّة رئيس تفقدية المدارس الابتدائية دائرة المكنين. ثمّ نقل بمثل خطّته إلى تفقدية المدارس الابتدائية دائرة قصر هلال إلى سنة 1995 سنة احالته على التقاعد.
وقد قام المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقيّة في إطار عمله كمتفقد للمدارس الابتدائية بعدّة تربّصات تكوينيّة ودراسيّة بدوّل أجنبية وعربية ضمن بعثات لوزارة التربية على غرار فرنسا واسبانيا وإيطاليا وليبيا.
وساهم في عديد البحوث والتجارب البيداغوجية ضمن مشروع المرحوم محمود الشبعان " التجديد التربوي" خلال سبعينات القرن العشرين لمّا كان هذا الأخير متفقدا جهويا ومسؤولا على مكتب البحوث البيداغوجية بوزارة التربية. كما ساهم مع غيره في اعداد المذكرات البيداغوجية، التي كانت دليلا للمدرٌسين في ذلك الوقت لعدم توفٌر الوثائق والكتب التٌعليميٌة.
وبالإضافة إلى المذكرات البيداغوجية، ألّف المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقيّة كتبا موازية بالاشتراك مع المساعد البيداغوجي محمد الزواري، الكتاب الموازي الأوّل مرسوم ب" الرياضيات بالجداول والمراجع: السنة الثانية من التعليم الابتدائي" والكتاب الثاني مرسوم كذلك ب" الرياضيات بالجداول والمراجع: السنة الثالثة من التعليم الابتدائي" موافقان للبرامج الجديدة.
انخرط المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية في العمل الجمعياتي منذ أربعينات القرن العشرين، حيث كان من بين أعضاء الجمعية المسرحية التي بعثتها الشبيبة المدرسية سنة 1947 وقد مثّل على خشبتها الطاهر عيارة وخليفة بن سالم والبشير الهباشي (يدعى عمر) وعبد القادر بن ريانة والبشير منصور ومحمد البدوي ومختار بن سالم بن ريانة وسالم تقية (المترجم له) وعبد الحميد تقية(رحيم) ومحمود بلقاسم (الرّيقاسو)...
كما كان المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية من بين مؤسسي "جمعية المعارف" سنة 1954 وأنتخب من بين أعضاء الهيئة الوقتية الي تكوّنت من الهادي التومي وسالم تقية (المترجم له) وحسين بن منصور شبيل ومحسن تقية وأحمد محرز خليل والطاهر عيارة.
وكان المربي سالم بن أحمد بن تقية من أعضاء جمعية البعث الثقافي التي تأسست سنة 1954 ومنهم: محسن تقية والطاهر عيّارة وسالم تقية (المترجم له) حسين شبيل، حسين نويرة، البشير (يدعى عمر) الهباشي، خليفة بن سالم، عبد القادر بن ريانة، المختار بن ريانة والشاذلي بالكحلة وغيرهم كثير...
وفي سنة 1984 شارك في تنظّيم معرضا وثائقيا يوّثق لمعركة 23 جانفي 1952 بمعيّة الطاهر عيّارة وعبد الرزاق البدوي وحسين بن عبد اللطيف وعز الدين بالغالي كان مقرّه بالطابق العلوي لنادي الحبيب الذي أقيم في مكان "سراية دار بن عياش" وكان يسمّى النادي الأهلي في بداية بنائه ثمّ أصبح يسمّى "نادي الحزب".
ساهم المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية في تأثيث مجلة المعرض القومي للباكورات بطبلبة وهو تظاهرة سنوية تمّ تنظيمها منذ سنة 1974 إلى حدود سنة 1986، بمقال مطوّل بعنوان " باكوراتنا عبر العصور" استعرض فيه تطوّر الفلاحة في طبلبة وأساليبها ما بين أربعينات وستينات القرن العشرين، والحلول المطروحة آنذاك لإيجاد حل لندرة المياه وملوحة الآبار، بإقامة سدّ نبهانة لسقي جهة القيروان والساحل وإيصال الماء إلى طبلبة. وقد كان من بين المشرفين على اعداد وتحرير مجلة المعرض:
عبد الرزاق البدوي والجيلاني البدوي ومحمد دعيب ورشيد الغالي وصالح بن صالح ابراهم وعياش بن سوسية (البس).
وشارك في تأليف كتب في الثقافة والسلامة المرورية والوقاية من حوادث الطرقات مع الطاهر عيّارة في انتظار النشر ككتاب" سلامتي" للمترجلين وكتاب "سلامتي" لسائقي الدرّجات.
وأنتخب المربي المرحوم سالم بن أحمد بن تقية عضوا بهيئة المجلس البلدي خلال المدّة النيابية 1980-1985 برئاسة قاسم عيارة إلى حدود جوان 1981 ومحمّد العجمي الفقيه إلى سنة 1985.
لطفي جمعة (17 فيفري 2024)
تمّت مراجعة هذه المعطيات بمساعدة ابنته هدى بن تقية بالاعتماد على messenger
الكاتب : لطفي جمعة