سيّد بن خليفة بن محمد بلال

 



الخبير الدّولي في مجال الضمان الاجتماعي
وُلد سيّد بن خليفة بن محمد بلال في 23 أوت 1953 بمكثر، بعد تنقل العائلة من طبلبة إلى مكثر والإقامة بها نظرا لعمل والده بالشركة الجهوية للنقل بالكاف، ولمّا بلغ سنّ الدّراسة تعلّم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة في كتّاب القرية. ثمّ التحق بمدرسة الذكور بمكثر سنة 1959، وتحصّل منها على شهادة ختم الدروس الابتدائية سنة 1965، ممّا خوّله الالتحاق بالمعهد الثانوي بمكثر إلى حدود السنة الخامسة ثانوي، ثمّ انتقل إلى معهد الذكور بالمنستير، بحكم نقلة والده المرحوم خليفة بن محمد بلال من الشركة الجهوية للنقل بالكاف، للعمل بالشركة الجهوية للنقل بالسّاحل، ومنه تحصّل على البكالوريا سنة 1973.والتحق بالجامعة التونسية وبالتحديد بكليّة الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية بتونس ومنها تحصّل على الإجازة في القانون الخاص دورة جوان 1978. كما تحصّل على ديبلوم المرحلة العليا للمدرسة الوطنية للإدارة بتونس سنة 1981.
شغل سيّد بن خليفة بن محمد بلال بوزارة الشؤون الاجتماعية عديد الخطط الوظيفية، منها رئيس مصلحة الدراسات والمعايير للضمان الاجتماعي سنة 1981، وكاهية مدير النزاعات للضمان الاجتماعي سنة 1984، ومدير التغطية الاجتماعية بنفس الوزارة سنة 1988، ومدير عام للضمان الاجتماعي سنة 1997 لمدّة سبع سنوات،
وتقلد سيّد بن خليفة بن محمد بلال عديد المناصب منها رئيس مدير عام للصندوق الوطني للتامين على المرض سنة 2004. ومكلف بمهمة ومدير عام مكتب الاحاطة بالمؤسسات الاقتصادية بديوان وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج سنة 2006. ورئيس مدير عام للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية من ماي 2010 إلى فيفري 2015، وشغل منصب مستشار لدى رئيس الحكومة مكلف بالملفات الاجتماعية وذلك من فيفري 2015 إلى ديسمبر 2019.
وترأس سيد بن خليفة بن محمد بلال اللجنة المحدثة لدى رئاسة الحكومة المكلفة بالإعداد للإصلاحات الكبرى في مجال الصحة والضمان الاجتماعي، وكان عضوا بلجنة 4+4 بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، كما شارك في مختلف الدراسات حول الضمان الاجتماعي، وفي التفاوض حول الاتفاقيات الثنائية للضمان الاجتماعي المبرمة بين تونس والبلدان الأوروبية، وفي إعداد اتفاقية مغاربية للضمان الاجتماعي، فضلا عن مساهمته في تركيز نظام الحسابات الفردية بالصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، وفي تركيز نظام التصرف الالكتروني في الوثائق بالصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية. وكان سيّد بن خليفة بن محمد بلال خبيرا دوليا في مجال الضمان الاجتماعي. كما كان عضوا بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدّة ست سنوات،
وأنتخب سيّد بن خليفة بن محمد بلال عضوا ومساعدا لرئيس بلدية بطبلبة بهيئة المجلس البلدي خلال الدورة النيابية 2000-2005 برئاسة فرحات بن محمد بيّوض.
انخرط سيّد بن خليفة بن محمد بلال في العمل الجمعياتي. وتحمّل مسؤوليات عدّ صلب العديد من الجمعيات والمنظمات الاجتماعية والثقافية المحليّة والوطنية. فأنتخب كاتبا عاما للجمعية التونسية للقانون الاجتماعي، وعضوا بالمكتب التنفيذي للجمعية العربية للضمان الاجتماعي. وعضوا بالمكتب الوطني لمنظمة التونسية للتربية والأسرة سنة 2000.
كما انتخب كاتبا عاما لجمعية نادي 7 نوفمبر حيث كان من بين أصحاب فكرة تأسيس نشرية "أخبار طبلبة" وسعى إلى إصدارها بمعية المرحوم محمد صالح المديمغ، وقد بذلا مجهودا كبيرا لإصدار عددها الأوّل الذي رأى النور في جوان 1999. وقد كانت تضم هذه الجمعية اطارات عليا في اختصاصات متعددة وكان الهدف الأساسي من احداثها هو ربط وتوثيق الصلة بين أبناء الجهة وعائلتهم من خلال تنظيم رحلات ولقاءات في مناسبات علمية أو ثقافية وكذلك القيام بمساعي لإنجاز مشاريع تنموية من ذلك توفير معدات طبية للمستشفى المحلي واحداث دار خدمات الضمان الاجتماعي اضافة الى تنظيم يوم الصحة كل سنة تقع فيه كشوفات مجانية.
وقد ساهم سيّد بن خليفة بن محمد بلال في العديد من الملتقيات والمؤتمرات والندوات في مجال الضمان الاجتماعي بالبنك الدّولي والمنظمة العالمية للصّحة ومكتب العمل الدّولي والجمعية الدولية للضمان الاجتماعي. وكتب مقالات متنوّعة وألّف عدّة مؤلفات في مجال الضمان الاجتماعي منها كتاب "الجديد في نظام جبر الأضرار الحاصلة بسبب حوادث الشغل والأمراض المهنية في القطاعين الخاص والعمومي" يمسح 192 صفحة، وصدر باللغة العربية والفرنسية سنة 1995 على اثر الإصلاح الثوري لهذا النظام سنة 1994 باعتبار ان هذا النظام لم يشهد اي تنقيح منذ احداثه سنة 1957 وكان التصرف فيه موكولا الى شركات التأمين الشيء الذي خلق العديد من الصعوبات باعتبار هذه الشركات لها طابع ربحي بالأساس بينما الخطر له طابع اجتماعي علما أنّ القطاع العمومي كان يفتقد لمثل هذا النظام. وقد ساهم بصفة فعالة في بلورة هذا الإصلاح الذي تركّز على تحسين المنافع و تسهيل إجراءات التعويض و تكليف هياكل الضمان الاجتماعي (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ثم الصندوق الوطني للتأمين على المرض) بالتصرف فيه.
وكتاب" أنظمة التقاعد في تونس: الواقع والتحدّيات والآفاق" صدر سنة 2007 عن مطبعة الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، يمسح 274 صفحة تضمنت مقدّمة تمهيدية ذكر فيها المؤلف مفهوم الضمان الاجتماعي وتطوّره ومبادئه وتمويله في تونس, وثلاثة أجزاء تعلّق أوّلها بأنظمة التقاعد في تونس بوّبه المؤلف إلى أربعة أبواب :الباب الأوّل حول أنظمة التقاعد في القطاع الخاص والباب الثاني حول أنظمة التقاعد في القطاع العمومي والباب الثالث حول تنسيق حقوق الأشخاص المنتفعين بعدّة أنظمة قانونية للتأمين على الشيخوخة والعجز والوفاة والباب الرابع حول نظام رأس المال عند الوفاة. أمّا الجزء الثاني فقد تعلّق بالاستنتاجات والتحديات بوّبه المؤلف إلى بابين: الباب الأوّل يخصّ الاستنتاجات حيث تبيّن للمؤلف أن هناك عدّة فوارق تميّز أنظمة التقاعد في القطاعين العمومي والخاص سواء من حيث شروط افتتاح الحق في المنافع أو من حيث طرق احتساب ومراجعة هذه المنافع. أما الباب الثاني فيخص التحديّات الراجعة إلى عوامل داخلية تتمثل في سخاء أنظمة التقاعد في تونس، وعوامل خارجية وتتمثل في التّحولات الديمغرافية التي أصبحت تميّز المجتمع التونسي وكذلك العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس. والجزء الثالث والأخير فقد تعلّق بضرورة الإصلاح بوّبه المؤلف إلى بابين تعرّض في الباب الأوّل إلى تجارب الدول الأجنبية المتقدّمة، خاصة الأوروبية منها والتي بادرت مجملها بإدخال إصلاحات متنوعة على أنظمتها في مجال التقاعد قصد المحافظة على ديمومتها ومن بين هذه الدّول: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والسويد وإيطاليا وهولندا وبريطانيا وبلدان أوروبا الوسطى والشرقية. أمّا الباب الثاني فقد تعرّض فيه المؤلف إلى آفاق أنظمة التقاعد في تونس.
وقد تحصّل سيّد بن خليفة بن محمد بلال على الصنف الثالث من وسام الجمهورية والصنف الفضّي من وسام الشغل.
جاء في مجلة "السفرة" العدد 12 لشهر جوان 2015 في ركن "ضيف السفرة":"...من الكفاءات العالية المشهود لها بالاقتدار وسعة الاطلاع في قطاع الشؤون الاجتماعية بمختلف تفرّعاته، السيد سيّد بلال الذي شغل عديد المناصب السامية وترك بصماته حيثما مرّ، وآخر موقع له كان على رأس الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية. إنسانيا عرف الرجل بدماثة الأخلاق وبالتواضع والهدوء، حتّى عندما تكون الأوضاع متأزمة. استقبلنا كعادته بابتسامته التي لا تفارقه، في مكتبه الجديد برئاسة الحكومة بالقصبة، حيث دعي كمستشار في حكومة الحبيب الصيد للاستفادة من خبرته الطويلة ومعرفته الدقيقة بخصائص القطاع الذي أفنى فيه مسيرته الإدارية الموّفقة. وقد أوكل له ملفات من أكثر الملفات تشعبا، هما ملف التقاعد والصناديق الاجتماعية، وملف منظومة الصحّة العمومية، وهو الذي كان ضمن الفريق الذي سهر على بلورة المنظومة الجديدة للتأمين على المرض المعمول بها منذ قرابة العقدين في شكل الصندوق الوطني للتأمين على المرض " الكنام"...".
لطفي جمعة (14 جانفي 2024)

الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال