المناضل والنقابي المرحوم مصطفى بن محمد مخلوف

 

المناضل والنقابي المرحوم مصطفى بن محمد مخلوف

ولد المناضل والنقابي المرحوم مصطفى بن محمد مخلوف في 12 جوان 1923 بطبلبة، وتوفي في 2 فيفري 2008 بالكرم بتونس. والده المرحوم محمد مخلوف كان يعمل نقاشا على "الكذال" وقد كان من أشهر أصحاب هذه المهنة حيث اشتهر في بداية القرن العشرين عدد كبير من حاذقي هذه الحرفة منهم أحمد بن عبد اللطيف والحاج محمد الغالي والحاج محمد بن سوسية وعلي المرابط والحاج محمد المستيري والاخوة خليفة وحسن وفرج بالكحلة ومحمد مخلوف وغيرهم...حيث اختصت طبلبة إلى حدود أواخر الستينات في صناعة "الكذال" وتسويق الحجارة المصنوعة والمنحوتة إلى مختلف جهات البلاد التونسية.
بدأ المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف تعليمه بالكتّاب أين حفظ ما تيسّر من القرآن، ثمّ التحق بالمكتب "المدرسة العربية/الفرنسية" بطبلبة سنة 1929، حيث تحصّل على الشهادة الابتدائية في دورة 22 ماي 1936، ممّا خوّله الالتحاق بالعالوية بتونس ليزاول تعليمه الثانوي وقد توّجت هذه المرحلة، بعد ثلاث سنوات، بالحصــول على المؤهــل العـــالي بامتياز(Brevet supérieur).
عمل المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف بإدارة البريد فشغل منذ الخمسينات قابضا للبريد بقصر هلال. ثمّ انتقل الى تونس.
انخرط المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف في العمل الحزبي والنضالي منذ شبابه. فكان من بين المساهمين في الاعداد لمعركة 23 جانفي 1952، اذ كان من بين أعضاء الشعبة الثالثة وهيئتها السريّة الثانية بمعيّة كلّ من الناجي بالكحلة ومحمّد بن قاسم بالحاج عيّاش وحسن بن عاشور بن خليفة وعلي ابراهم ومحمّد الشبلي. وتمّ اختيار المناضل المرحوم عليّة بن الحاج شبيل بن الفقيه رئيسا لها. وقد وكّلت لهذه اللجنة مسؤولية تسيير شؤون البلدة إذا ألقي القبض على أعضاء الهيئة السريّة الأولى. وقد توّلت الهيئة السريّة الثانية نشاطها فعلا بعد اعتقال واختفاء أعضاء الشعبة الأولى والهيئة السريّة الأولى. وقد كان المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف آنذاك قابضا للبريد بقصر هلال وكان باتصال دائم مع المناضلين بطبلبة. كما كان يعرّض حياته للخطر ويخاطر بمهنته حيث كان يأوي ويخفي المقاومين بمقر "البوسطة" ويمدّ لهم يد المساعدة. وكان المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف يتنقل بين قصر هلال وطبلبة لتوحيد صفوف المناضلين والتنسيق بينهم وتشجيعهم على المقاومة. وكان كذلك من بين أعضاء خلية المقاومين التي عهدت لها مهمة حراسة بلدة طبلبة وحماية مواطنيها طوال الفترة الفاصلة بين 23 جانفي 1952 وفجر الاستقلال. وقد ساهم في بعث صندوق لإغاثة عائلات الشهداء والمساجين والفارين ولم يدّخر أي جهد للسهر على معالجة المصابين من المقاومين بنقلهم إلى المستشفيات للتداوي.
كان المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف من بين بناة دولة الاستقلال، حيث كانت له حياة زاخرة بالنضال والعطاء في الحقل الحزبي والبرلماني والنقابي والشأن المحلي.
فبخصوص نشاطه الحزبي فقد تحمّل المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف رئاسة شعبة الكرم ما يزيد عن عشر سنوات، وعضوية لجنة التنسيق الحزبي بتونس المدينة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وعضوية اللجنة المركزية للحزب.
أمّا بخصوص مساهماته في الشأن المحلي فقد أنتخب المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف مستشارا بالمجلس البلدي لبلدية حلق الوادي والكرم خلال المدّة النيابية 1960-1963 برئاسة البشير المهذبي والمدّة النيابية 1963-1966 و1966-1969 و1969-1972 برئاسة المرحوم الباجي قائد السبسي، والمدّة النيابية 1972-1975 و1975-1980 برئاسة عامر بن عائشة، والمدّة النيابية 1985-1990 برئاسة المرحوم الباجي قائد السبسي لمدّة ثمانية أشهر ثمّ حمادي بن عمار. وأنتخب المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف مساعدا لرئيس بلدية حلق الوادي والكرم ورئيسا للدائرة البلدية بالكرم قبل احداث بلدية الكرم سنة 2001.
أمّا بخصوص نشاطه البرلماني فقد أنتخب المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف في السبعينات عضوا بمجلس الأمة الذي أصبح يسمى مجلس النواب في سنة 1981، لمدّة 10 سنوات وذلك خلال المدّة النيابية الثالثة 1959-1974 عن دائرة المنستير، والمدة النيابية الرابعة 1974-1979 عن دائرة سوسة.
وقد انخرط المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف بجمعية البرلمانيين التونسيين برئاسة قاسم بوسنينة.
أمّا بخصوص نشاطه النقابي، فقد تحمّل المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف عضوية المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة طيلة السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث انتخب عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد يوم 29 ماي 1970. كما أنتخب المرحوم مصطفى مخلوف مجددا (من قطاع المالية) عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل متحصلا على 530 صوتا وهو العضو الثالث من حيث عدد الأصوات في المؤتمر الثالث عشر الذي انعقد في أواخر مارس 1973 في حين أنتخب المرحوم الحبيب عاشور مجددا أمينا عاما للاتحاد التونسي للشغل بالإجماع.
وقد كلّف المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف آنذاك بالعلاقات الخارجية والنّظام الداخلي للمنظمة الشغيلة، كما أنتخب عضوا بمجلس إدارة منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي تأسست في أكتوبر 1919 في إطار عصبة الأمم، ومقرها مدينة جنيف في سويسرا. وقد ترأس المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية في دورته الحادية والستين (61) المنعقدة بجنيف في 21 جوان 1976.
وقد عُرف المناضل والنقابي المرحوم مصطفى مخلوف بخصاله النضالية العالية وجدّيته ووفائه للوطن. وتتويجا لسجلّه الحافل بالنضال ناله شرف التكريم بالصنف الثاني من وسام الاستقلال والصنف الرّابع من وسام الجمهورية.
لطفي جمعة (04 جويلية 2021)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع: مقال بقلم خالد مخلوف نشر بمجلة "السفرة" العدد 6 بتاريخ جوان 2013

الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال