ولد المرحوم الحاج مصطفى بن حسين القرقني في 06 أفريل 1945 بطبلبة وتوفي بها في 20 ديسمبر 2016. تعلّم كغيره من أبناء جيله بالكتّاب، ثمّ ب"المكتب" المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية وفي الأثناء كان يعمل بالبحر مع أبيه حسين بن علي مقديش القرقني رغم صغر سنّه بالاعتماد على الوسائل التقليدية في الصيد، ثمّ استقل بنفسه بعد أن تحصّل سنة 1972 على قرض لصنع قارب بالمحرّك مع أخيه المرحوم الطيّب القرقني وشقيقهما عبد الكريم القرقني (يدعى محمد). وفي سنة 1996 افترق الأشقاء وأصبح كلّ واحد منهم بمعيّة أبنائه مجهزا يعمل لحسابه الخاص.
انخرط المرحوم مصطفى القرقني بالصندوق القومي للضمان الاجتماعي وكان من أول المنخرطين بهذا الصندوق من البحارة كما كان من بين المشجعين على انخراط كثير من البحارة فيه حتّى أصبح يعتمد عليه الصندوق في اقناع البحارة على الانخراط وما فتئ يستدعونه باستمرار للحضور في الاجتماعات محليّا وجهويّا ووطنيّا.
ناضل المرحوم الحاج مصطفى القرقني في صفوف الحزب الاشتراكي الدستوري فانخرط فيه منذ سنة 1965 حيث تولّى عضوية الشعبة الدستورية من سنة 1981 إلى سنة 1983 وعضوية الجامعة من سنة 1987 إلى سنة 1990.
انخرط المرحوم الحاج مصطفى القرقني في العمل الاجتماعي منذ تسعينات القرن العشرين فتحمّل عدّة مسؤوليات في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، حيث أنتخب كاتبا عاما للجامعة الجهوية للصيد البحري التابعة للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من سنة 1990 إلى سنة 2001، وأنتخب عضوا بالمجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من سنة 1995 إلى سنة 2000. كما عيّن عضوا قارا بالمجلس الاستشاري لمعهد الصّحة والسلامة المهنية بتونس العاصمة إثر المؤتمر المنعقد في 6 جوان 2000.
أنتخب المرحوم الحاج مصطفى القرقني رئيسا للشركة التعاونية الأساسية لخدمات الصيد البحري " النصر" بطبلبة (الشركة التعاضدية للخدمات البحرية "النصر" بطبلبة) ورئيسا لمجلسها الإداري من سنة 1998 إلى سنة 2010.
ونتيجة لأنشطة المرحوم الحاج مصطفى القرقني الاجتماعية والجمعياتية المكثفة في خدمة البحارة حيث كرّس حياته المهنية للدفاع عن البحارة وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، تحصّل على عدّة شهادات تقدير بالإضافة إلى عدّة أوسمة لمساهمته في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية منها وسام من الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد الحري يوم 6 جوان 200 بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسه. والصنف الرابع من وسام الجمهورية في 25 جويلية 1996، ووسام الاستحقاق الفلاحي في 12 ماي 1997.
كتب السيد شاكر نويرة في تدوينة على الفايس بوك تعليقا على المقال بتاريخ 26 ديسمبر 2021:"... عرفت المرحوم لما كنت تلمذا وأعمل بالبحر في السبعينات بجزر قرقنة ثم الصخيرة...وكنا نتقابل كل يوم في سوق الجملة للسمك بصفاقس، أين نبيع منتوجنا، ونتزود بالثلج (الشحيح وقتها) وبالمؤونة ...فكان يفتح لي الطريق لحل المشاكل العالقة وقتها، ثم صاحبته لاتحاد الفلاحة والصيد البحري بتونس العاصمة، أين كان يدافع وبشراسة أمام المسؤولين، على قطاع الصيد البحري وعلى نصيب جهتنا من المستحقات الممنوحة من طرف الدولة لتطوير القطاع وبيع وفرة المنتوج وقتها، إما بالتسويق أو بلفت نظر المجمع المهني للتدخل...كما كانت له مساهمة فعالة من خلال تدخلاته في الجلسات المحلية بالمعتمدية والجهوية بالولاية والوطنية بوزارة الفلاحة في توسعة الميناء في قسطه الأوّل..."
لطفي جمعة (26 ديسمبر 2021)
المرجع: كتاب "التقليدية والحداثة في المجتمع العربي" الجزء الثاني
الكاتب : لطفي جمعة