المرحوم المناضل التيجاني بن عمار بن خليفة بن سالم

المرحوم المناضل التيجاني بن عمار بن خليفة بن سالم

 

ولد المناضل التيجاني بن عمار بن سالم في 21 نوفمير 1928 بطبلبة وتوفي بها في 19 أفريل 1996. وهو ابن الشهيدة آمنة بنت الحاج علي ابراهم وابن أخت المناضل خليفة بن الحاج علي بن محمد ابراهم. عمل سائقا للحافلات الخاصة التابعة لعلي بن سعيد وصاحب حافلة خاصة، ثمّ أنتدب بعد الاستقلال بشركة النقل بالساحل بالمهدية.
انخرط المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم بالشبيبة الدستورية منذ سنة 1949 التي كانت مهمتها آنذاك تكوين الشباب تكوينا وطنيا شاملا مبنيا على الانضباط وحسن السلوك والتضحية في سبيل خدمة الآخرين وتعويد الشباب على تحمّل المشاق والصعاب.
وقد أنتخب المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم عضوا بهيئة الشبيبة الدستورية سنة 1949 و1950 و1951 و1952. وقد حضر بقصر هلال سنة 1951 لاستقبال الزعيم الحبيب بورقيبة ضمن الشبيبة الدستورية.
كما حضر المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم يوم 9 جانفي 1952 الاجتماع العام التعبوي الذي أشرف عليه الزعيم الحبيب بورقيبة بالمنستير بمعيّة مجموعة من الشبيبة الدستورية الذين تنقلوا بحرا مستقلين مراكب شراعية بعد أن حجرّت عليهم السلط الاستعمارية الدخول إلى المنستير برا.
ساهم المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم في معركة 23 جانفي 1952 من حيث الإعداد والارشاد والمشاركة. فقد كان يقوم بتوعية المقاومين ويرشدهم بكيفية التدخل خلال المعركة ويحثهم على المقاومة بأماكنهم المحدّدة صحبة المناضل المرحوم عبد السلام شبيل الذي يقول في مذكراته:" ...وتحوّلت محرّضا جميع الاخوان...حتّى وصلت أمام " الأنقار" قرب الاخوان فرج بالكحلة والأخ عبد السلام بالحاج عمر ...والأخ محمد صالح الشتيوي والأخ الهادي بن سالم والأخ خميس بوتاج (بن علي) وزوّدتهم بالإرشاد بصحبة الأخ التيجاني بن سالم (المترجم له) ..."
كما كان المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم ضمن المجموعة الأولى من المقاومين الذين تمّ تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات خلال معركة 23 جانفي 1952. وقد تمركزت هذه المجموعة الأولى ب"سانية دار ابرهم" المشرفة على "بير علوش" والتي تتكوّن من صالح علالة وخليفة ابراهم والتيجاني بن سالم (المترجم له) وعامر علالة وعامر بحر ومحمد الدقي (من البقالطة) ومحمد صالح دعيب.
وبداية من 24 جانفي 1952 يوم دفن الشهداء إلى أيّام المحتشد 4 و5 و6 فيفري 1952 طوّقت البلدة بمئات الجنود الفرنسيين مدجّجين بأنواع مختلفة من الأسلحة وقاموا بترويع الأهالي ومداهمة المنازل حيث دخل العسكر على منزل التيجاني بن سالم وانهالوا عليهم بالسب والشتم والعربدة وهشّموا كلّ ما فيه لعلهم يعثرون على شيء يدين سكان البيت دون احترام لشعورهم وهم ما زالوا يودّعون شهيدتهم وشهيدة طبلبة آمنة ابراهم. ثمّ اعتقلوا زوجته واقتدوها إلى المهدية وبقيت رهن الاعتقال قرابة ثلاث ليال.
يقول المناضل المرحوم عبد السلام شبيل في مذكراته:" ... دخل الجيش إلى الديار على النساء والأطفال فروّعهم وسلب الجواهر والمال والأدباش الثمينة وقطّع طيور الدجاج وأراق الزيت ... وتمّ تحطيم النادي وتلغيمه وكذلك دار الأخ التيجاني بن سالم ولم يبق شيء من أثاثها..."
وتقول المرحومة الحاجة فاطمة أرملة الحاج التيجاني بن سالم في شهادتها الشفوية :" ومنذ ذلك اليوم أصبح «الجدارمية» يفتشون البيوت يوميا ليلا نهارا بحثا عن الحاج التيجاني ورفاقه مثل المناضل أحمد ابراهم ومحمد تقية (الغول) وخالي خليفة ابراهم الذين أصبحوا محل تفتيش دائم لأن «الجدارمية» اقتحموا نادي الشعبة ووجدوهم ضمن قائمة المنخرطين في الحزب الدستوري وقد كسّروا «الجندارمة» كل ما وجدوه في البيت حتى الجراية والحصيرة قطعوهما وخلطوا الفلفل مرحي والشعير والقمح في وسط البيت وكسروا بابه وحتى شجرة العنب لم تسلم من أذاهم...لذلك فإنّ الحاج التيجاني يغيب بالأشهر عن المنزل خوفا من أن يلقوا القبض عليه".
وقد كان المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم ضمن خلية المقاومين التي عهدت لها حراسة المدينة وحماية المواطنين طول الفترة الفاصلة بين 23 جانفي 1952 وفجر الاستقلال سنة 1956.
وقد سجن المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم لمدّة أربعة أشهر بالسجن المدني بتونس سنة 1951 بتهمة التظاهر بالطريق العام. كما حوكم في حالة فرار في 6 جانفي 1953 بتهمة التمرد على أعوان القوّة العمومية وحيازة أسلحة وقد أجازت وقتها المحكمة إيقافه وظلّ هاربا لمدّة 3 سنوات.
ومن بين نشاط المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم انتخابه عضوا بهيئة جمعية النسر الرياضي بطبلبة منذ تأسيسها سنة 1948 حيث أن كثيرا من المقاومين كانوا أعضاء في هيئتها التي كانت تتجدد باستمرار منهم سالم بالحاج عمر والصادق نويرة... وساسي بن سوسية والهادي بن علي نويرة والتيجاني بن سالم وعلية بن شبيل بالفقيه والحاج علي لحمر والناصر بن يوسف بلال.
هذا وقد تحصّل المناضل المرحوم التيجاني بن عمار بن سالم على الصنف الرابع من وسام الاستقلال جزاء لجليل أعماله من اجل تحرير الوطن واسترجاع عزته وكرامته بتاريخ 3 أوت 1982.
كما أسندت لعائلة الشهيدة آمنة ابراهم شهادة تقدير تقديرا لعملها النضالي في حركة تحرير تونس من الاستعمار في 9 أفريل 1993 فالأم شهيدة استشهدت في ساحة المعركة والابن مناضل والخال خليفة ابراهم مقاوم.
لطفي جمعة (20 جانفي 2022)
الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال