قاسم بن أحمد بن قاسم عيارة

 

ولد السيّد قاسم بن أحمد بن قاسم بن خليفة عيّارة (بالعيارة أو بلعيارة) في 5 سبتمبر 1929 بطبلبة. في أسرة متواضعة كثيرة العدد. تعلّم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة في كتّاب والده المرحوم المدب أحمد بن قاسم بن خليفة عيارة بمقام سيدي عبد السلام. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية العربية من سنة 1935 إلى سنة 1942 سنة نجاحه في مناظرة الدخول إلى المدرسة الصادقية بالعاصمة حيث كان لا يلتحق بها إذ ذاك إلا المتفوّقون من الناجحين في الشهادة الابتدائية. ومع انطلاق الحرب العالمية الثانية في نوفمبر 1942 لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة الصادقية لمزاولة تعليمه الثانوي سوى في شهر أكتوبر 1943. وقد أتمّ بها دراسته الثانوية بالحصول على ديبلوم الصادقية وعلى الجزئين الأوّل والثاني من البكالوريا سنة 1950. وقد التحق بالتدريس بمدرسة "الأكواش" بالمهدية ثمّ اشتغل خطة قيّم بمعهد "بشون" ببنزرت ثمّ بالمدرسة العلوية بتونس حتّى سنة 1956.ثمّ التحق بالمعهد العالي للدراسات القانونية بتونس حيث درس الحقوق والشؤون المالية، وبعد اجتيازه مناظرة التخرج بامتياز أمكنه الالتحاق بوزارة المالية وبالتحديد بإدارة التسجيل حيث تمّ تعيينه للعمل بقباضة التسجيل ببنزرت من 21 ماي 1959 إلى 20 ماي 1963. ثمّ تمّ ترقيته إلى خطّة متفقد أوّل للمحاسبات بكتابة الدولة للمالية وهي أعلى درجات التفقد بالوزارة في ذلك الوقت. ثمّ أصبح رئيسا لمصلحة الإدارة العامة للتجارة من سنة 1966 إلى حدود شهر أوت 1967. وفي إطار إعادة هيكلة الإدارة وتونستها في ستينات القرن العشرين تمّ تكليف ثلة من الكفاءات الوطنية من بينهم السيّد قاسم بن أحمد عيارة ورئاسة السيّد محمود الكتاري لبعث دائرة للمحاسبات وبحكم أنّ تونس في ذلك الوقت لم تكن لها تقاليد في هذا المجال وقع ارسال هذه النخبة من الكفاءات إلى فرنسا للتكوين والتربص لمدّة سنة من سبتمبر 1967 إلى سبتمبر 1968 بدائرة المحاسبات الفرنسية بباريس. وبعد رجوعهم إلى تونس قاموا ببعث وتركيز أوّ دائرة محاسبات تونسية وكانت تركيبتها كما يلي: السيّد محمود الكتاري رئيسا أوّل والسيّد محمود بسباس رئيس دائرة والسيّد نور الدين الجودي كاتبا عاما والسيد منصور الشريف نائب الدولة والسادة قاسم عيارة وعبد المجيد الشاذلي وتوفيق غضبان في خطة مستشارين. وبدأت دائرة المحاسبات بإعداد القانون الأساسي والتراتيب التي تسير مصالحها وهياكلها.
وقد كان السيّد قاسم بن أحمد عيارة من المساهمين في تأمين حسن سير الدائرة في سنواتها الأولى حتى أوائل 1972. ثمّ تمّ الحاقه بوزارة التربية القومية كمتفقد للشؤون الإدارية والمالية ثمّ بوزارة الداخلية ككاهية رئيس للإدارة المالية في عهد الوزير السيّد الطاهر بالخوجة من سنة 1973 إلى سنة 1981. ثمّ عاد خلال نفس السنة إلى دائرة المحاسبات وتواصل عمله بها إلى سنة 1991 سنة إحالته على التقاعد.
أنتخب السيد قاسم بن أحمد عيارة رئيسا لبلدية طبلبة لدورة 1975-1980 وبداية دورة 1980-1985 (سنة وشهر من 14 جوان 1980 إلى 2 جويلية 1981) وسبب تنحّيه من رئاسة البلدية انتهاء الحاقه بوزارة الداخلية ورجوعه للعمل في سلك القضاء كرئيس لدائرة المحاسبات لأنّ القانون لا يخوّل له أن تكون له مسؤوليات مدنية وقضائية رقابية في نفس الوقت.
وتتسم الفترة التي اضطلع فيها السيّد قاسم ين أحمدعيارة مهام رئيس المجلس البلدي والتي امتدت لدورة واحدة وسنة وشهر بصعوبة مزدوجة نظرا لضعف الإمكانيات والتأطير بالإدارة البلدية فلا يوجد بالبلدية وقتئذ إلاّ المرحوم أحمد بوسمة وبعض العملة العرضيين ولم تكن هناك إدارة مهيكلة فكانت الأولوية تكوين إدارة بلدية قادرة على القيام بالمهام الموكولة إليها فبادر السيّد قاسم عيارة كرئيس للبلدية بالعمل على وضع القانون الاطاري للبلدية وانتداب الإطار الكفء والعملة القارين وبالتالي تركيز نواة الإدارة العصرية للبلدية. ومن الإنجازات التنموية خلال فترة تحمله لمسؤولية رئاسة المجلس البلدي:
• بناء قصر البلدية بفضل قرض من صندوق القروض مع العلم أنّ الأستاذ الطاهر بوسمة كان من المشجعين لإنجاز هذا المشروع من خلال توفير المثال الهندسي للبناية من طرف مهندسين من ولاية القيروان.
• إكمال فتح وتهيئة شارع النصر بعد فض جل المشاكل العقارية
• وضع اللبنة الأولى لمدّ قنوات التطهير بالمدينة
• بناء المكتبة العمومية ب"المعصار" الذي كان ورشة لصناعة القوارب الصغيرة للأسطى أحمد جمعة
• بناء دار الشباب قرب المسجد الجديد
• بناء سوق الجملة للخضر والغلال الذي تمّ استغلاله كمقر للمعرض الوطني للباكورات لسنوات
• بناء المستودع والمسلخ البلديين بجانب "مكتب الصنايع" سابقا(مدرسة التكوين المهني)
• تهيئة المكتبة القرآنية بمقر الولي الصالح سيدي عبد الله بومنديل
• تهيئة سوق لبيع اللحوم الحمراء قبالة قصر البلدية
• توسعة مدخل شارع ابن خلدون و شارع الجمهورية وتعبيد شارع محبوبة سوسية
• تذليل الصعوبات العقارية وغيرها لإتمام انجاز معهد طبلبة
يقول الأستاذ الطاهر بوسمة بمقال نشر بموقع " الصريح online" بتاريخ 21 سبتمبر 2018:" كنت شاركت في إقرار بناء شبكة الخنادق بطبلبة مع رئيس بلديتها الأسبق المكرم قاسم عيارة اذ تحولنا معا الى ديوان التطهير لو يتذكر وحسّسنا المسؤول الأول عنه وقتها المهندس القدير الطاهر دلوعة الذي استجاب لنا في الحال وأدرجها في المخطط لبناء القناة الرئيسيّة فيها وكان ذلك فيما بعد ولكنه لم تتبعه مراحل أخرى كانت ضرورية كإقامة محطة تطهير خاصة لمعالجة تلك المياه المتسخة حتى لا تتسبب في افساد البيئة وتتضرر ومنها طبلبة".
وتوفي رحمه الله في 12 جوان 2022
لطفي جمعة (6 نوفمبر 2020)
المرجع: مجلة "أخبار طبلبة" / مجلة "السفرة" حوار أجراه الدكتور مختار بوشهدة مع المترجم له

الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال