المرحوم الحاج خليفة بن حمدة بن كحلة

 

المرحوم الحاج خليفة بن حمدة بن كحلة

ولد الحاج خليفة بن حمدة بن كحلة يوم 10 أفريل 1930 بطبلبة وتوفي بها في 6 سبتمبر 2017. دخل إلى كتّاب زاوية "سيدي عياش" في سن الرابعة حيث تتلمذ على يد العديد من المؤدبين وحفظ القرآن الكريم في سن 13، ثمّ دخل الى المدرسة الفرنسية/ العربية وتحصّل على الشهادة الابتدائية في دورة 17 ماي 1946، ثمّ انتقل الى تونس العاصمة سنة 1947 للدراسة بالجامع الاعظم - جامع الزيتونة حيث درس مدة قصيرة لكنه قرّر أن يترشح للعمل في مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بالعاصمة كمساعد ممرض. ثمّ واصل دراسته عن بعد في "المدرسة العالمية بباريس"، وفي سنة 1954 تقدم الى مناظرة الدخول الى المدرسة المهنية لإسعاف المرضى ("مدرسة الصحة لتكوين الممرضين بتونس" الوحيدة في ذلك الوقت بالبلاد التونسية). ونجح بتفوّق وبعد سنتين تحصّل على ديبلوم ممرض الذي يخول له العمل بالمستشفيات التونسية والفرنسية فكان أوّل ممرض حامل للدبلوم يمارس المهنة في طبلبة، فتمّ تعيينه ناظرا عاما لمستشفى الرازي (خطة الليل).
كان الحاج خليفة بن كحلة منذ صغره على اتصال بالمناضلين ضد الاستعمار منهم أبوه حمدة ومؤدبه بالمدرسة القرآنية الطاهر معرف وغيرهما حيث كان عضوا سريا في الحزب الدستوري بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة. تواصل هذا الحس الوطني لديه طوال تواجده في العاصمة. ولدى تواجده بمستشفى الرازي تمكن الحاج خليفة بن كحلة من التعرف على المناضلين خلال فترة محاكمتهم او سجنهم وخضوعهم ل العلاج النفسي او التحقيق الطبي لدى الشرطة او مصالح السجون لدى الاستعمار الفرنسي بتونس.
واصل المرحوم خليفة بن كحلة العمل بنشاط وحيوية مدة سنتين تقريبا ثمّ عيّن سنة 1958 على رأس مستوصف المكنين حيث ساهم في تطوير المستوصف وساهم في تجهيزه بما يلزم من إطار صحي وطبي وتجهيزات حديثة وطاقة على استقبال المرضى. ثمّ عيّن على رأس الوفد الصحي التونسي لأحد القوافل المتجهة الى البقاع المقدّسة سنة 1959و سنة 1961. ثمّ عيّن الحاج خليفة بن كحلة مسؤولا صحيّا أول على مستشفى قصر هلال حيث حوّله حين تحمّله المسؤولية إلى نموذج من الخدمات الصحية الراقية والنظافة والاحترام. وقد تواصلت مهمة الحاج خليفة بن كحلة في مدينة قصر هلال على مدى عشر سنوات كاملة.
وفي سنة 1973 عيّن في خطة ناظر عام صحي جهوي لجهة المنستير يدير شؤون المستشفيات الصغيرة والمستوصفات بالجهة، حيث ساهم في تطوير مستوصف طبلبة كما ساهم في استحداث مستوصف عصري بمدينة البقالطة بتمويل من الدولة والأهالي.
كان الحاج خليفة بن كحلة طوال خدمته بالساحل قريبا من المواطنين من جميع الفئات الغني منهم والفقير. وكان البيت لا يكاد يخلو يوما من المرضى كأم حامل أو طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن. كما كان يتفقد يوميا المرضى في بيوتهم، لم يأخذ مقابلا ماديا في حياته من أحد قط كما رفض ان يفتح عيادة خاصة.
في سنة 1983 عيّن المرحوم الحاج خليفة بن كحلة في خطة أستاذ بمدرسة الصحة بالمنستير (لتكوين الاطار شبه الطبي) ثم عين بداية من سنة 1984 مديرا لمدرسة الصحة بالمهدية حتى إحالته على التقاعد سنة 1990.
وبعد إحالته على التقاعد واصل خدمة الناس وتقديم المساعدة الصحية والاستشارة بدون مقابل مادي.
كان الحاج خليفة بن كحلة حريصا على إمامة الناس في شهر رمضان لصلاة التراويح بحكم حفظه للقرآن الكريم وإجادة ترتيله. كما أنه كان عضوا بمجموعة "قراء" سيدي عياش التي كانت تجتمع يوميا لقراءة نصيب من القرآن الكريم بقبة الولي الصالح بناء على وصيته.
تحصّل الحاج خليفة بن كحلة على وسام الشغل الذي سلّمه إيّاه وزير الصحة العمومية سنة 1980 اعترافا من الدولة بتفانيه في خدمة الوطن. كما تحصّل على العديد من الشهادات والتكريمات في مناسبات كثيرة.
لطفي جمعة (7 جانفي 2022)
المرجع: تدوينة بصفحة ابنه على الفايس بوك أ. د. محمد بن خليفة بن كحلة، أستاذ جامعي في هندسة الحاسوب وأنترانت الأشياء

الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال