ولد حسن بن عبد السلام بن إسماعيل بن محمد قارة التركي سنة 1906 بطبلبة وتوفي بها سنة 1979. كان والده عبد السلام بن إسماعيل التركي يتاجر في الحبوب بمدينة قصر هلال، عرف بالشدّة والصرامة في الوقوف على حقّه من جهة وبالخيرية من جهة ثانية، حيث كان يساعد الفقراء كلّما سنحت له الفرصة. أخوه من الأب فرج بن عبد السلام بن إسماعيل التركي الذي هاجر في بداية القرن العشرين إلى البلاد المصرية ليلتحق بالجامع الأزهر الشريف ودرس عند مجموعة من علمائه وشيوخه وجالس الكثير منهم، ممّا أهلّه إلى أن يصبح في وقت لاحق شيخا من شيوخ الأزهر مدّرسا للفقه الإسلامي. وعلى إثر عودته من مصر عيّن لتعليم الناشئة بالمدرسة القرآنية بالمكنين. وهو والد المرحوم المنصف التركي رئيس بلدية طبلبة لدورة 1963-1966 ودورة 1966-1969 ودورة 1969-1972.
بدأ المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي التعليم بمسقط رأسه، ودخل الكتّاب وتعلم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية، ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية بقصر هلال بحكم اشتغال أبيه بتجارة الحبوب هناك، إلى أن أحرز على شهادة الدراسات الابتدائية سنة 1922.
لقد كان المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي تلميذا متفوقا في دراسته حيث تحصّل على " معلقة شرف" من المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية بقصر هلال في أكتوبر 1921. ثمّ التحق بالمدرسة الصادقية. وبحكم حذقه للغتين العربية والفرنسية عيّن "مستكتبا" بإدارة المال بالحاضرة (تونس العاصمة) وزارة المالية حاليا، ثمّ أصبح "مراقبا من الطبقة العليا" ورئيس قسم بإدارة الميزانية ابتداء من غرة جانفي 1972.
عيّن المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي وكيلا لأوقاف طبلبة في 5 أفريل 1937 ونظرا لتواجده بتونس بحكم عمله لم يلتحق بمركزه إلا يوم 16 أكتوبر 1937 فباشرها أيّاما ثمّ استأذن لضروريات العمل بالحاضرة وأناب عنه صالح بن عليّة شبيل ليباشر شؤون الوكالة، ثمّ قدّم استقالته من خطّة الوكالة سنة 1938 لاستحالة اقامته بطبلبة لمباشرته خطّة الوكالة.
لقد كان المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي من الأوائل الذين استوظفوا بالإدارة التونسية منذ عهد الحماية، وعرف بانضباطه في العمل واستعداده الدائم لمساعدة الآخرين، فقد كفل ابني أخيه العالم الأزهري الشيخ فرج بن عبد السلام بن إسماعيل التركي اللذين تيتما صغيرين. وخلال العطل كان يجالس المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي أنداده ورفاق دربه أمثال عامر شبيل وصالح نويرة وعلي تقية وعلي بلغيث ومحمد تقية وخليفة المنستيري.
لقد تحصّل المرحوم حسن بن عبد السلام بن إسماعيل التركي على "النيشان المطرّز من الصنف الثاني من نيشان الافتخار" من باي تونس محمد الأمين باي في 18 أكتوبر 1951، وهو وسام ملكي تونسي أسّس سنة 1836 من قبل مصطفى باي يمنح لوجهاء وأعيان تونس من ضباط وموظفين سامين وبقي موجودا حتّى الغاء الملكية سنة 1957.
لطفي جمعة (18 جويلية 2022)
المرجع: كتاب "التقليدية والحداثة في المجتمع العربي" الجزء الرابع
الكاتب : لطفي جمعة