أوّل تاجر في المواد الحديدية والصحية وتركيب البلور في طبلبة
ولد الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة الملقب ب"المدب" لحفظه القرآن في 7 سبتمبر 1924 وتوفي بها في 29 نوفمبر 1990 على الساعة العاشرة صباحا، جدّه الشيخ محمد بوسمّة المعروف بالتقوى والصلاح والمعارف الفقهية الواسعة وقد كان من "القراء" (القرا) الذين يقرؤون القرآن الكريم ودلائل الخيرات يوميا بقبة "سيدي عبد العزيز عيّاش"، كما كان الأب الحاج أحمد بوسمّة الذي توفي سنة 1942 متميّزا لدى الأهالي بالتقى أيضا.
والمرحوم الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة المترجم له عرف كذلك منذ صغره بالتقى وحسن المعشر، حفظ القرآن الكريم على يد أبيه، كما كان ضمن "القراء" بالزاوية العياشية كأبيه وجدّه.
امتهن المرحوم الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة مهنة التجارة فاكترى أوّل "حانوت" لبيع البلور والمسامير بالإضافة إلى الحلوى والبخور وكان ب"السفرة" بداية طريق البقالطة قبل تهديمه لتوسيع الطريق فتحوّل إلى "حانوته" المعروف بمنطقة "صوالة" على طريق البقالطة أيضا. وقد كان مجلسا يجمع بعض فضلاء القوم ومحبي الرجل ك"المدب" عبد الحميد سعيد و"المدب" محمد بن السوسية "الصندل" وهما من "القراء" وحمدة بن محمد بالكحلة وابته الحاج خليفة بالكحلة وأحمد بن صالح الفقيه والدهان محمد التركي المشهور ب"الميتر" ومحمد بالكحلة.
أصبح المرحوم الحاج محمد بوسمّة حوالي سنة 1962 يتاجر في مواد الدهن والمواد الكهربائية والأقفال، وحوالي 1972 أدخل المواد الصحيّة (حنفيات، جعاب.....) بالإضافة إلى بيع الزيت المعد بمعصرة العائلة ثمّ أصبح يجلب الزيت من جهة جمّال بواسطة شاحنة من نوع 203 وبيجو 403.
كان المرحوم الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة يتقن خلط الدهن بالطريقة التقليدية الذي يتكون من "زيت الكتان" ومن "الباروق" ومسحوق ملوّن.
وبعد وفاة "المدب" الحاج محمد بوسمّة رحمه الله تحمّل ابنه محمد الصادق بوسمّة مسؤولية الاشراف على الدكان ثمّ أسّس "الشركة التونسية للمواد الحديدية والبناء" سنة 1999.
كان المرحوم الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة إمام الخمس لجامع بنور غير البعيد عن دكانه منذ وفاة إمامه السابق عمر عمّار. وكان يقيم صلاة التراويح كلّ رمضان به مع الحاج خليفة بن حمدة بالكحلة.
كان المرحوم الحاج محمد بن الحاج أحمد بوسمّة رجلا خيريا لا يرد أي محتاج، يفض المشاكل العائلية ويحرص على أداء الزكاة ويقدم المساعدات ويتوسط لتشغيل هذا وذاك ويقدم النصائح وكان أمينا على أموال بعض الأرامل وكان يحرص على فعل الخير سرا. ويوم وفاته رحمه الله كان جمع غفير يشيعه اعترافا بفضله وما زال النّاس يذكرونه بكلّ خير.
لطفي جمعة (15 ماي 2022)
المرجع: كتاب طبلبة التقليدية والحداثة في المجتمع العربي الجزء الثاني
الكاتب : لطفي جمعة