الدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي من مواليد 5 جانفي 1976، عاشت طفولتها المبكرة بضاحية أريانة وزاولت تعليمها في المدرسة الابتدائية بمنطقة "طبلتش" من عمادة البساتين التابعة لمعتمدية المرناقية من ولاية منوبة. ثمّ انتقلت مع أسرتها إلى مدينتها الأصليّة طبلبة، وأنهت المرحلة الابتدائية بمدرسة 23 جانفي 1952، بنجاحها في امتحان الدّخول إلى السنة الأولى من التعليم الثانوي الطويل سنة 1988، ممّا خوّلها الالتحاق بالمعهد الثانوي بطبلبة ومنه تحصّلت على شهادة البكالوريا سنة 1995. التحقت الدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي عقب حصولها على شهادة البكالوريا بالجامعة التونسية لمواصلة دراستها الجامعية بشعبة العربية بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، حيث تحصّلت على شهادة الأستاذية في اللغة والآداب العربية سنة 2000. وفي سنة 2004 تحصّلت على شهادة الدراسات المعمّقة في اللغة والآداب العربية عن رسالة في البحث بعنوان" أهل الصفّة في كتب الرجال والتفاسير"، وفي سنة 2014 تحصّلت على الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربيّة، اختصاص حضارة وتحديدا دراسات إسلاميّة بأطروحة تحت عنوان "الفضاء المقدّس في الإسلام إلى نهاية القرن 8 ه/14م".
التحقت الدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي بسلك التربية والتعليم منذ سنة 2001، وهي اليوم تباشر التدريس بمعهد البقالطة. كما درّست مادة الحضارة بصفة استثنائية بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة من سنة 2011 إلى سنة 2014.
انطلقت رحلة الدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي مع مسالك الإبداع، قبل تحويل وجهتها نحو الاهتمام بالعلوم الإنسانية والتراث الإسلامي بحثا وتمحيصا وتحريّا، لمّا كانت بالجامعة، حيث كانت من ضمن الطلبة الذين كوّنوا نواة للشعر في فضاء الكليّة، ولا سيّما في إطار منتدى الأربعاء تحت إشراف الأستاذين بوراوي عجيلة وفرج الحوار، أو من خلال المشاركة ثمّ الاشراف على بعض النّوادي بالحي الجامعي "ابن خلدون" بسوسة. فأصدرت في إطار نشاطها في نادي الصحافة مجلّة "النبع" تحصّلت بها على الجائزة الأولى للمهرجان الثقافي والرياضي لديوان الخدمات الجامعية لسنة 1997. وقد تحصّلت على الجائزة الثانية في ملتقى الشعراء الطلبة بالقيروان في دورته الأولى. وكانت من ضمن من أسّسوا ملتقى الأديبات الشّبات في طبلبة سنة 1995، وقد تحصّلت على الجائزة الثانية في الدّورة الأولى. وشاركت في عديد البرامج الثقافيّة على غرار برنامج «واحة المبدعين» بإذاعة المنستير للمنتج المرحوم الأستاذ الدكتور محمّد البدوي. ولها مشروع ديوان شعر لم يرى النّور بعد.
انتمت الدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي إلى وحدات وفرق بحث عديدة منها:
• وحدة بحث "التشريع في الأحوال الشخصية" بجامعة سوسة
• مخبر بحث "في المتخيل" بجامعة صفاقس
وقد شاركت في العديد من الندوات والملتقيات والمنتديات في تونس وفي بلدان عربية وأجنبية، قدّمت فيها مداخلات وورقات علميّة في الدراسات الحضاريّة والتراث الإسلامي. وقد أصدرت الدكتورة والأستاذة فوزية بن حسن الغالي عديد الكتب بصفة فردية أو بالاشتراك وهي:
• كتاب "الفضاء المقدّس في الإسلام إلى القرن الثامن للهجرة" –دار زينب للطباعة والنشر والتوزيع تونس 2021 وعدد صفحاته 284 صفحة، تناقش فيه مجموعة من المسائل الإشكالية في الثقافة العربية الإسلامية، خصوصاً ما يتعلّق بالإسلام المبكّر مثل مفهوم المقدّس، والمسجد كفضاء، والكعبة ودورهما في تثبيت السلطة السياسية. يتضمّن الكتاب ثلاثة أبواب: يحمل الأول عنوان «في تمثّل الفضاء المقدّس في الإسلام» وينقسم إلى ثلاثة فصول عن تمثّل مفهوم الفضاء المقدّس؛ وتشكّل مركز الفضاء المقدّس ومرجعيته. وفي الباب الثاني، اهتمت بقداسة الكعبة والمسجد تفرّداً وتعدّداً، حيث ترى أنّ «الكعبة والمسجد يحوّلان قداسة الفضاءين من البعد الرمزي إلى عظمة التجسيد الإنساني الماثل في البناء». والباب الثالث تحت عنوان «في توظيف المسجد بين تسويد المقدّس وتقديس السيادة»، ضمّ ثلاثة فصول هي: في توظيف المسجد لتثبيت السيادة السياسية، وفي توظيف المسجد طعناً في السيادة السياسية، وفي سيادة المسجد بين المركزية والتشظي.
يقول نور الدين بالطيب في مقال نشر بموقع "الأخبار" في 16 جويلية 2022 تحت عنوان ( فوزية الغالي تستنطق "الفضاء المقدّس" ) " هذا الكتاب الذي يضاف إلى المكتبة العربية، يدلّ على جهد كبير في استحضار محطّات تاريخية بدءاً من لحظة التأسيس التي يمثّل فيها النبي محمد «نموذجاً فريداً لفهم أثر المتخيل في نمذجة قصة تأسيس المركز المقدّس من خلال ما ارتبط به من معالم عمرانية مغلّفة بلباس ميثي» في حين يرتبط العامل الثاني بطقوس التعبّد الموروثة. إذ تواصلت الطقوس في الفضاء المقدّس بصبغتها الاحتفالية، ويرتبط العامل الثالث بدور الفضاء المقدّس في تثبيت السلطة السياسية.
يطرح العمل إشكالية أساسية في المخيال العربي الإسلامي، وهي تَمثّل قدسية الفضاء، ليس في الممارسة الدينية فقط بل في الممارسة السياسية أيضاً، إذ ما زال المسجد فضاءً للتوظيف السياسي بين السلطة والمعارضة".
• كتاب "أهل الصّفة رفقاء النبي ﷺ " دار ابن عربي للطباعة والنشر-تونس 2021 وعدد صفحاته 154 صفحة. وقد سمح هذا البحث بإعادة النظر في المسلمة التي تعتبر أن الفضل كل الفضل في استمرار العقيدة الدينية حية نابضة يعود إلى الشخصية الكاريزماتية للنبي وحده باعتباره مبلغا للوحي و حافظا للدين. ذلك أن مبحث أهل الصفة يسوغ لنا القول إن الفكرة الدينية لا تضمن حياتها واستمرارها إلا في وجود أتباع خلص شديدي التعلق بالنبي يتلقفون الوحي من فيه و لا ينفكون يرددونه آناء الليل و أطراف النهار ناذرين حياتهم لذلك.
• كتاب "المرأة والشأن الديني" دار ابن عربي للطباعة والنشر-تونس 2022 يمسح 180 صفحة ويعرض هذا الكتاب مجموعة مقالات منها ما أعدّته في اطار وحدة بحث " التشريع في الأحوال الشخصية" التابعة لجامعة سوسة، في الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2017, ومنها ما ساهمت به في ندوات دولية تتصل بالشأن الديني عامة .
وللدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي أعمال بصدد النشر:
• مقال " السياسة المالية لعمر بن الخطاب بين التاريخ والمتخيّل" ضمن الكتاب الجماعي الذي سيصدر عن مخبر بحث "في المتخيّل" بإشراف الأستاذ بسّام الجمل بعنوان " عمر بن الخطاب بين التاريخ والمتخيّل"
• مقال " طقوس التعبّد بالنخلة الرجبيّة عند العرب قبل الإسلام" ضمن كتاب جماعي بإشراف الأستاذة سهام الميساوي
• مقال " النباتيّون المتديّنون في الإسلام المبكر: أهل الصّفة أنموذجا" ضمن كتاب جماعي يصدر عن المجمع العلمي للأداب والفنون والعلوم (بيت الحكمة) بإشراف الأستاذة سهام الميساوي
والدكتورة الأستاذة فوزية بن حسن الغالي عضو باتحاد الكتاب التونسيين حيث أقرّت الهيئة المديرة للاتحاد طلب عضويتها بتاريخ 26 فيفري 2022.
لطفي جمعة (30 جانفي 2024)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع: سيرة ذاتية خطيّة
*"تراجم المبدعين في ولاية المنستير" محمد البدوي-دار المعارف للطباعة والنشر-سوسة2001
*جريدة "المغرب" حوار بعنوان "الناقدة والباحثة فوزية الغالي لـ«المغرب»: تقلّص النقد الأدبي بسبب تراجع الحركة الثقافيّة" الحبيب بن فضيلة-10-12-2021
*موقع "الأخبار" الاكتروني- نور الدين بالطيب-مقال بعنوان "فوزية الغالي تستنطق "الفضاء المقدّس" " 16 جويلية 2022
الكاتب : لطفي جمعة