المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة

 

المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة

13-01-1994/30-03-1924
لقد كان المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة يشتغل قبل حادثة 23 جانفي 1952 بالحلاقة وكان "حانوته" قرب الجامع الشرقي. وقد كان من بين حرفائه الشيخ حسن شبيل والشيخ عبد العزيز بن عيّاش الذي كان يأتيه الهادي نويرة إلى مقر عمله، بينما كان الشيخ حسن شبيل يذهب بنفسه إلى دكانه.
لقد كانت لدكان الحلاق في النصف الأوّل من القرن العشرين دور إعلامي، إذ إنه كان عبارة عن وكالة أنباء حية لوقائع البلدة، تتجمع فيها أخبار ووقائع وأحداث البلدة اليومية بخيرها وشرها، حلوها ومرها، صادقها وكاذبها. وقد سخّر المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة دكّانه لاجتماعات المناضلين والمقاومين حتّى أضحى محلّ عمله منبرا سياسيا وثقافيا ومن أبرز الأماكن المناسبة لالتقاء المناضلين وتبادل الأخبار، بالإضافة لدكان الحلاق التابع للمناضل أحمد بن فضل وغيرهما من الدكاكين. حيث كانت هذه المحلات مكانا مناسبا لتبادل المجّلات والصحف التي كانت تقرأ بصفة سريّة. وقد كان دكان المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة يعجّ بالرّواد من محبّي الاطلاع والباحثين عن الجديد والساعين إلى طلب المعرفة... فكنت تجد جماعة تستمع إلى قصّة أو تدرس مقالة وتناقش ما ورد فيها وترى أخرى تقرأ كتابا فتفهم ما جاء فيه من معاني ومعلومات سواء في الأدب أو في القانون أو في علوم وأساليب البيداغوجيا أو في الشريعة.
لم يكن المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة معروفا بانخراطه في الحزب الدستوري الجديد حتّى لدى جلّ رفاقه. حيث كاد يُكشف أمره أثناء حركة جانفي 1952 من قبل بعض العيون، فأعتقل وقتيّا، وتمّ إيقافه سنة 1953 بسجن المهدية.
ولكن تدخل حريفاه شيخي السلطة المحليّة بالبلدة، لدى السلط الاستعمارية مثبتين براءته وولاءه جعله ينجو من مغبّة ما نسب إليه.
وبعد الاستقلال عيّن المناضل المرحوم الهادي بن علي نويرة موظّفا بشركة النقل بالساحل وساهم في مساعدة الكثير من أهالي مدينة طبلبة للاشتغال بشركة النقل بالساحل. كما تميّز بأناقته وطراوة حديثه وقدرته على سحر المستمعين إليه.
الكاتب : لطفي جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال